رسالة ميراج حسين، رئيس دعم الشركات والموارد البشرية في "مجموعة المسعود" بمناسبة حلول العام الجديد
30 ديسمبر 2021
"ما الذي يجعلنا نشعر بالسعادة؟"، إنه سؤال يبقى ماثلاً في أذهاننا رغم أننا نادراً ما نفكر فيه جدّياً. ويعتبر السؤال هام للغاية، لا سيّما عندما نواجه أوقاتاً صعبة وتحدّيات جمّة، سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي، كما هو الحال خلال العامين الماضيين الذي شهد خلالهما العالم ظروفاً استثنائية نتيجة تفشي جائحة "كوفيد-19". وأنا متأكد تماماً من أنّنا نودّ جميعاً أن نشعر بالسعادة خلال العام الجديد.
وتتزايد أهمية السؤال بشكل خاص عند النظر إليه من منظور مؤسسي، حيث يتمثل أحد أبرز أهدافنا الرئيسية في تعزيز سعادة فريق عملنا وخلق مناخ إيجابي لاستقطاب واستبقاء الكفاءات البشرية المؤهلة، إيماناً منّا بأنّ الموظفين السعداء يبقون لفترة أطول ويقدمون أداءً أفضل. ويساهم التركيز على السعادة أيضاً في ترسيخ سمعتنا المرموقة في "مجموعة المسعود" كبيئة عمل مفضلة، مدعومين بقدرتنا العالمية على جذب أفضل الكوادر التي تتطلع إلى بناء مستقبل مهني ناجح، مع التركيز على إعداد قيادات شابة لدفع مسيرة النمو المؤسسي. ويمكننا القول بأنّ الشركة بشكل عام أكثر استقراراً اليوم بالرغم من الاضطرابات التي تسود الأسواق العالمية. ووفقاً لنتائج الاستطلاع ومعلومات السوق، يُصنّف الاستقرار الوظيفي على أنه واحداً من أهم السمات الجاذبة للباحثين عن عمل.
وكما ذكرت من قبل، فإنّ الطريقة المثلى التي نتبعها لتعزيز الأمان الوظيفي هي ترسيخ قيمنا المؤسسية المتمثلة في التمكين والتفاؤل والمشاركة والتميز وإعلاء روح الفريق الواحد لدى كل موظفينا. وستواصل هذه القيم الجوهرية بلا شك دعم سير أعمالنا في المستقبل، واضعةً الأساس المتين للارتقاء بالمساءلة الداخلية لبعضنا البعض.
وعلى الرغم من أننا اعتدنا إلى حد كبير على التعايش مع الوباء العالمي، إلا أنه لا يزال يمثل تحدياً بالنسبة لنا كشركة. وأود هنا أن أتوجه بالتحية والتقدير من كل شخص عمل بجد خلال العام الفائت لضمان أعلى مستويات جودة الخدمات والمساهمة بفعالية في دفع مسيرة نجاح "مجموعة المسعود". ومما لا شك فيه بأنّ العالم لم يخرج بعد من أزمة "كورونا"، لكننا نشعر الآن أنّنا خرجنا من الموقف الدفاعي الذي كان علينا اتخاذه في استجابتنا الأولية، لنمضي قدماً توسيع نطاق أعمالنا من جديد.
وفي إطار الاستجابة لتحديات العامين الماضيين وتماشياً مع الاستعدادات للسنوات الخمسين القادمة، تخضع "مجموعة المسعود" لعملية إعادة هيكلة واستكشاف نماذج أعمال جديدة. وشكّل هذا الموضوع الرئيسي محور الخلوة التي عقدناها مؤخراً للإدارة العليا تحت شعار "التجديد". إذ يتيح لنا امتلاك عقلية "التجديد" مواكبة مستجدات العصر وبدء فصل جديد من النمو. وساعدتنا الخلوة، التي استمرت على مدى 3 أيام، على فهم حقيقة أنّ عملية التجديد والتغيير تحتاج إلى معرفة الطريقة التي تتغير بها اتجاهات واحتياجات وتطلعات عملائنا. لكن هنا يبرز التساؤل، ماذا يعني الأمر بالنسبة لنا؟
أولاً، يعني ذلك أنّنا مدعوون، جميعاً، للعب دورٍ في مساعدة "مجموعة المسعود" على التقدم والتطور. ويدرك رؤساء الأقسام التجارية أن الحفاظ على علاقاتهم مع إدارات الدعم المؤسسي وتعزيزها أمر أساسي لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية. وبنفس الطريقة، يتعين على الموظفين في إدارات الدعم المؤسسي العمل عن كثب مع وحدات الأعمال التجارية لتحقيق قيمة أكبر كوحدة متكاملة وسلسة. ويعني ذلك أيضا قضاء المزيد من الوقت في الوحدات التجارية مع موظفي العمليات. ويمكن القول بأنّنا قطعنا أشواطاً كبيرة في تنفيذ نموذج الشراكة، ولكن يتعين القيام بالمزيد من الأعمال لدعم العملاء الداخليين. ونشهد اليوم، وبصورة متزايدة، فرق مشاريع تتألف من أعضاء من أقسام العمليات وإدارات الدعم المؤسسي المختلفة، تعمل بشكل أوثق كفرق متكاملة بعيداً عن القيود التقليدية لحدود الإدارات. وتسعى الموارد البشرية أكثر فأكثر إلى الحصول على موظفين يمكنهم التأثير إيجاباً على تعزيز علاقات الثقة بين الإدارات، حيث أصبحت هذه المهارة ضرورة للنجاح المؤسسي في مستقبل. وكلما عملنا معاً على نحو أوثق، كلما استطعنا أن نساعد في تنفيذ استراتيجية الأعمال التجارية وأن نوفر قيمة إضافية لـ "مجموعة المسعود".
وأتقدّم منكم بالشكر الجزيل على ما بذلتموه من جهود حثيثة لدعم تطلعات المجموعة. واسمحوا لي أن أعرب عن فخري واعتزازي بكل مساهماتكم الفاعلة وإنجازاتكم النوعية، والتي شكلت دفعة قوية لترسيخ مكانة "المسعود" كواحدة من أهم مجموعات الأعمال التجارية في المنطقة. ويسرنا، وللسنة الثانية، أن تحصد "مجموعة المسعود "جائزة أفضل علامة تجارية لجهة عمل من قبل "إمبلوير براندينج أووردز آند إتش.آر.دي كونغرس" (Employer Branding Awards and HRD Congress). وأخيراً وليس آخراً، أود أن أتمنى لكم ولعائلاتكم الكريمة عاماً جديداً سعيداً، أعاده الله عليكم بالخير واليُمن والبركات.